اغتيال مغنية بين ترميم القدرة الردعية الاسرائيلية وتكرار حماقة تغذية روح الثأر
اسم الكاتب: حلمي موسى
المصدر: جريدة السفير
تاريخ النشر: 18.2.2008
الاقتباس: "بعيداً عن الإجراءات الاحترازية في إسرائيل خشية رد فعل حزب الله يمكن تلخيص الدوافع الإسرائيلية للاغتيال في التالي. كان الحاج عماد مغنية يمثل في نظر الكثير من أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية واحداً من أبرز التحديات في السباق نحو ارتقاء مراتب الهيبة والمكانة. وليس بالوسع تخيّل تضييع إسرائيل فرصة كهذه لكسب مكانة متقدمة إن لم يكن المكانة الأولى. غير أنه إلى جانب ذلك كانت هناك الرغبة الداهمة في اصطياد عصافير عدة بحجر واحد. فالاغتيال في العاصمة السورية وعلى مقربة من منشأة إيرانية ولشخصية لبنانية، ويمكن لذلك أن يسوق داخلياً كنصر متأخر في حرب لبنان الثانية وأن يوفر دليلاً دامغاً ضد سوريا في أميركا وأن يظهر إيران أمام الأوروبيين في مظهر الداعم للإرهاب وقت مناقشة العقوبات عليها بشأن البرنامج النووي.
ورغم الإغراء الكامن في الاغتيال فإن من المنطقي الافتراض أن الموقف الإسرائيلي حاول الاستناد إلى فرضيات عمل. ويبدو أن فرضيتي العمل المنطقيتين هما أن حزب الله وسوريا وإيران يمكن أن يبتلعوا الصدمة ويلتزموا الصمت أو يخفون المستهدف، وإما أن يردوا على ذلك بشكل يجعل مكاسب الاغتيال أكبر من أضرار الرد. والفرضية الثانية هي محاولة استدراج كل من حزب الله وسوريا وإيران إلى مواجهة شاملة تغير وجه المنطقة".